وصف الكتاب :
تحميل كتاب تخطيط السياسة اللغوية في الوطن العربي pdf في فترة “ما قبل الاستعمار”، تميز الوضع اللغوي في العالم العربي بالبساطة والتجانس العام. كانت اللغة العربية هي اللغة الوحيدة المهيمنة طوعا، إذ لم يكن أحد يماري في كونها اللغة القومية الموحدة. وكان جميع أبناء الأمة العربية يسعون لتعلمها وإتقان استعمالها. كانت لغة التعليم بلا منازع، لغة الثقافة والفكر والفن، لغة الإدارة والمعاملات التجارية والسياسية… والى جانبها ظلت تعيش وتتعايش ـ في تعددية لغوية انسيابية ـ ألسن أخرى يسميها البعض “لهجات محلية” تتفاوت نسبة استعمالها من قبل أصحابها من بلد لآخر. ولم يكن هذا الوضع ليشكل قطيعة أو يحدث تشنجا بين “لغة الأم” Mother ******** و”لغة الأمة”(اللغة القومية) Native ******** بالرغم من كون الأولى قد تكون أحيانا مختلفة عن الثانية ومن غير بناتها..
في الفترة “الاستعمارية” بدأ موقع اللغات الأجنبية ـ لغات المستعمرـ يتعزز شيئا فشيئا؛ عززتها في النفوس أولا قاعدة اتباع الناس “لنحلة الغالب” الخلدونية، ثم بعد ذلك أهميتها في تحصيل العلوم والمعارف التي جاءت بها القوى المستعمرة. فصارت اللغات الأجنبية ذات موقع اعتباري ومعرفي اعتبره البعض خطرا على اللغة القومية، بل وجعل تعلمها إضافة غير ذات شأن، أما تعلم تلك في نظر آخرين فيعد علامة من علامات الرقي الاجتماعي والنبوغ الفكري، والتقدم الحضاري .. لهذا هب العلماء والمناضلون من رجال الحركة الوطنية فأنشأوا مدارس وجعلوا اللغة العربية لغة التعليم سعيا منهم لإحداث توازن بين لغات هاجمة قوية بقوة حامليها ولغة قومية ينحصر مداها تبعا لانحصار حضارة أمتها، فكانت تلك المرحلة ـ لا ريب ـ بداية الإشكال اللغوي في البلدان العربية.
انطلاقا من مرحلة ما بعد الاستعمار، أصبح الواقع اللغوي في مجموعة من أنحاء العالم العربي معقدا ومركبا؛ فإلى جانب اللغة العربية، التي ما زال يشار في الدساتير إلى كونها “اللغة القومية/ الرسمية” للدولة، ترسخ دور اللغات الأجنبية واستقر موقعها في التعليم والإدارات وميادين المال والأعمال. إضافة إلى ألسن أخرى محلية بدأت رقعة استعمالها تتسع من مجال لآخر، وقوة اكتساحها تزداد من بلد لآخر حتى أضحت أكثر خطورة على “اللغة القومية” وأشد منافسة لها، وكثر الداعون لجعلها لغة التعليم الأولى.
في طيات هذه السطور القلائل اختزلنا واقعا لغويا مركبا ومتحركا وغير متجانس، واقعا يميل أكثر فأكثر نحو التعقيد والتنوع في تفاعل دائم مع التطورات الداخلية للشعوب والمتطلبات الخارجية للدول. مما أصبح يفرض على صناع القرار أن ينهجوا سياسات لغوية غالبا ما تمليها التوازنات الخارجية أكثر مما تستدعيها تطلعات شعوبها
في الفترة “الاستعمارية” بدأ موقع اللغات الأجنبية ـ لغات المستعمرـ يتعزز شيئا فشيئا؛ عززتها في النفوس أولا قاعدة اتباع الناس “لنحلة الغالب” الخلدونية، ثم بعد ذلك أهميتها في تحصيل العلوم والمعارف التي جاءت بها القوى المستعمرة. فصارت اللغات الأجنبية ذات موقع اعتباري ومعرفي اعتبره البعض خطرا على اللغة القومية، بل وجعل تعلمها إضافة غير ذات شأن، أما تعلم تلك في نظر آخرين فيعد علامة من علامات الرقي الاجتماعي والنبوغ الفكري، والتقدم الحضاري .. لهذا هب العلماء والمناضلون من رجال الحركة الوطنية فأنشأوا مدارس وجعلوا اللغة العربية لغة التعليم سعيا منهم لإحداث توازن بين لغات هاجمة قوية بقوة حامليها ولغة قومية ينحصر مداها تبعا لانحصار حضارة أمتها، فكانت تلك المرحلة ـ لا ريب ـ بداية الإشكال اللغوي في البلدان العربية.
انطلاقا من مرحلة ما بعد الاستعمار، أصبح الواقع اللغوي في مجموعة من أنحاء العالم العربي معقدا ومركبا؛ فإلى جانب اللغة العربية، التي ما زال يشار في الدساتير إلى كونها “اللغة القومية/ الرسمية” للدولة، ترسخ دور اللغات الأجنبية واستقر موقعها في التعليم والإدارات وميادين المال والأعمال. إضافة إلى ألسن أخرى محلية بدأت رقعة استعمالها تتسع من مجال لآخر، وقوة اكتساحها تزداد من بلد لآخر حتى أضحت أكثر خطورة على “اللغة القومية” وأشد منافسة لها، وكثر الداعون لجعلها لغة التعليم الأولى.
في طيات هذه السطور القلائل اختزلنا واقعا لغويا مركبا ومتحركا وغير متجانس، واقعا يميل أكثر فأكثر نحو التعقيد والتنوع في تفاعل دائم مع التطورات الداخلية للشعوب والمتطلبات الخارجية للدول. مما أصبح يفرض على صناع القرار أن ينهجوا سياسات لغوية غالبا ما تمليها التوازنات الخارجية أكثر مما تستدعيها تطلعات شعوبها
كتاب تخطيط السياسة اللغوية في الوطن العربي :
المؤلف : | دين العربي |
القسم : | تعليم اللغات |
الفئة : | علوم اللغة العربية |
اللغة : | العربية |
عدد الصفحات : | 24 |
تاريخ الإصدار : | 2017 |
حجم الكتاب : | 16.0 ميجا |
نوع الملف : |